تامر عبد الحميد (أبوظبي)

بعد خروج صابرين النجيلي، العنصر النسائي الوحيد التي كانت متبقية في حلقة أمس الأول ببرنامج المسابقات الغنائي الطربي «الزمن الجميل»، الذي تنتجه «أبوظبي للإعلام» ويعرض على شاشة «قناة أبوظبي»، تصبح المنافسة على خشبة المسرح الوطني في الحلقة الثامنة والأخيرة الأسبوع المقبل، رجالية بالدرجة الأولى، بين المتسابقين موسى معيدي من السعودية، وعلي المديدي من المغرب، ومحمد شطا من مصر، وعمر ياسين من اليمن، إذ يستعد كل متسابق تقديم أفضل ما عنده في الحلقة الأخيرة، خصوصاً أن نسبة التصويت في الحلقة الماضية كانت متقاربة بين الجميع، لتشتد المنافسة بين المتسابقين للتويج بلقب «الصوت الذهبي».
جرت أحداث سادس أمسيات البث المباشر على المسرح الوطني بأبوظبي، بخروج المصرية صابرين النجيلي من «الزمن الجميل» وذلك بعد حصولها على أدنى نسبة تصويت من الجمهور والتي بلغت 15%، بينما نال عمر ياسين المركز الأول من حيث تصويت الجمهور في نهاية الحلقة 25% من إجمالي الأصوات، تلاه في المركز الثاني، محمد شطا بنسبة 23%، ليذهب المركز الثالث إلى علي المديدي بنسبة 20%، ويحصد موسى معيدي المركز الرابع بنسبة 17%.

قصيدة ياطير
وانطلقت الحلقة بتقديم المشتركين تباعاً مجموعة من أشهر أغاني أساطير «الزمن الجميل» المحتفى بهم في الحلقة وهما «العندليب» عبد الحليم حافظ وسميرة توفيق، بعدها صعد الفنان السعودي خالد عبد الرحمن خشبة المسرح وسط حفاوة استقبال كبيرة من قبل الحضور، وقدم مجموعة من أجمل الأغاني التي اشتهر بها من أبرزها «أنا ما سعدت» و«بقايا جروح»، إضافة إلى قصيدة «ياطير» من كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي قام بتلحينها خصيصاً وأشعل بها أجواء المسرح ولاقت تفاعلاً كبيراً.

لون صعب
أما بالنسبة للمتسابقين، فحضرت صابرين النجيلي بأدائها لرائعة سميرة توفيق «على العين موليتين» على المسرح، والتي فرضت نفسها ونالت إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم على حدٍ سواء، حيث قالت لجنة التحكيم إن الأداء أكد على ثقتها بنفسها وعبر بشكل واضح على قوة صوتها خاصة في لون غنائي غير متوقع منها، أما موسى المعيدي فقدم أغنية «رف الحمام» ونال بها الإشادة من لجنة التحكيم التي قالت إنه أحسن الأداء الإيقاعي فكان قوياً على الرغم من أن اللون صعب وغير معتاد عليه.

أداء هادئ
وقدم اليمني عمر ياسين أغنية «أسمر يا اسمراني» لعبد الحليم حافظ، حيث قالت لجنة التحكيم إنه أكد من خلال هذا الأداء الهادئ أنه فنان موهوب ويثبت في كل حلقة تطوره المستمر، وهو ما برز بشكل واضح في اختيار الأغنية المناسبة لطبقة صوته، في حين تألق علي المديدي في أغنية «كامل الأوصاف» لينال إعجاب لجنة التحكيم التي قالت إنه أعطى أداءه دفعة قوية حيث كان مختلفاً عن الحلقات السابقة، أما محمد شطا فأكد من خلال أغنية «سواح» نيته للمنافسة على اللقب بأكبر شكل ممكن، وأشارت اللجنة إلى أن أداءه كان استثنائياً ومؤثراً.

تصويت الجمهور
يمكن للجمهور التصويت في الحلقة النهائية من «الزمن الجميل» لاختيار الفائز باللقب، للمغربي علي المديدي على الرقم 4، ولليمني عمر ياسين 5، وللمصري محمد شطا 7، وللسعودي موسى معيدي 8، حيث تتواجد أرقام الهواتف الخاصة بكل دولة على الموقع الرسمي لتلفزيون أبوظبي، كما يمكن المشاركة في المسابقات الخاصة بمتابعي البرنامج على منصة «تويتر» من خلال زيارة صفحة البرنامج على المنصة.
وقد تجاوز المشتركون المتأهلون مراحل عدة تضمنت تجارب مليئة بالتحدي الكبير عملت على صقل مواهبهم ليصلوا إلى هذه المرحلة، وذلك بعد تقييم التطور الذي طرأ على مواهبهم الغنائية في تأدية الطرب الأصيل من قبل لجنة التحكيم، وينال المشتركون الدعم من مدربين متخصصين وأساتذة في الغناء العربي ليطوروا مواهبهم الغنائية في سبيل تعزيز فرصهم للفوز بالبرنامج.
جدير بالذكر أن شركة «بيراميديا» للاستشارات والإنتاج الإعلامي هي المنتج المنفذ للبرنامج.

«مخاوي الليل»: الفكرة فريدة
اعتبر الفنان خالد عبد الرحمن الملقب بـ«مخاوي الليل»، أن «الزمن الجميل» فكرة فريدة من نوعها، وسط ما يتم إنتاجه من برامج اكتشاف المواهب الغنائية في المحطات الأخرى، التي تركز على اختيار الأصوات الجميلة من دون التركيز على هدف محدد، وهذا ما نجحت فيه «أبوظبي للإعلام»، في تقديم برنامج يسعى لتحقيق هدف، وهو إعادة تذكير المستمع والجمهور وكذلك الفنانين أنفسهم بأغنيات العصر الذهبي وجمالياتها، التي لم تمت وتظل محفورة في الذاكرة حتى الآن، مشيداً أيضاً بالدور الكبير الذي يلعبه البرنامج وتميز فيه، بالاحتفاء بعمالقة الزمن الجميل، باختيار اثنين من فناني عصر الطرب الأصيل، لتكريمهما على مسيرتهما الفنية الخالدة وأغنياتهما التي كونت مدارس مختلفة في عالم الأغنية العربية والخليجية.
وأشاد عبد الرحمن في جميع الأصوات المشاركة في «الزمن الجميل»، وقال: رغم صعوبة الأغنيات التي يؤدونها، إلا أنهم استطاعوا من خلالها أن يصبحوا نجوماً من الآن في الساحة الفنية، فهذه الأغنيات التي اختاروها كونت لهم قاعدة جماهيرية كبيرة، وفي الوقت نفسه أظهرت قدراتهم الصوتية أمام العالم العربي بأكمله، موجهاً شكره أيضاً لأعضاء لجنة التحكيم «أنغام ومروان وأسما»، الذين لعبوا الدور الأكبر والأهم في اختيار هذه الأصوات الواعدة التي من المفترض أن تكون هي نجوم المستقبل.

حكايات عن عمالقة الفن
يستوقف برنامج «الزمن الجميل» الجمهور عند زمنين في كل حلقة من حلقاته المباشرة كانت تعيش فيهما الأغنية العربية والخليجية عصرها الذهبي، حيث يتغنى المشتركون بأعذب الألحان وأرق الكلمات التي أداها نخبة من العمالقة، وفي حلقة أمس الأول تم الاحتفاء بالفنانين عبد الحليم حافظ وسميرة توفيق، وقدم خلال الحلقة قصصاً وحكايات لهذين العملاقين أسفل شاشة قناة «أبوظبي»، حيث ذكر «الزمن الجميل» المشاهد بمسيرة العندليب الغنائية، وكانت البداية مع أغنيته الشهيرة «قارئة الفنجان»، حيث استمر محمد الموجي سنتين في تلحينها، وبعدها أصيب الموجي باحتباس في صوته، فكان من الصعب نقل اللحن إلى نوتات موسيقية حتى تعزفها الفرقة، وبعد أن تعافى الموجي وتحول اللحن إلى نوتة كان قد تبقى على حفل حليم نحو 12 يوماً فقط، فقرر العندليب إلغاء الحفل لأنه يلزمه في الغالب 45 يوماً للبروفات، ولكن أمام إصرار أعضاء الفرقة الماسية على إجراء البروفات وإقامة الحفل في موعده، تراجع حليم عن قراره لتخرج قصيدة قارئة الفنجان إلى النور، لتظل أيقونة حليم والموجي ونزار قباني تطرب الجمهور العربي منذ عام 1976، وكان العندليب يتمتع بذكاء كبير وقدرة على الترويج لأغنياته مثلما روّج لأغنية قارئة الفنجان في أحد اللقاءات التلفزيونية.
كان للعندليب عبد الحليم حافظ السبق في تنفيذ الفيديو كليب، ويُعتبر فعلياً من أوائل من تحدثوا عن الأغنية التلفزيونية والتي تسمى الآن فيديو كليب، ونفذ عدداً كبيراً منها في كثير من أفلامه منها «يا خلي القلب» و«بأمر الحب» و«في يوم في شهر في سنة»، كما قام أيضاً بالسفر وتصوير أغانيه في الخارج بطريقة الفيديو كليب، حيث صور أغنية «خايف مرة أحب» في الكويت بخلاف التصوير الذي ظهر في فيلم «يوم من عمري» بصحبة النابلسي.
تحدث حليم عن الأغنية التلفزيونية وطريقة تنفيذها عبر لقائه التلفزيوني مع الإعلامية ليلى رستم في الستينيات من القرن الماضي وقال إنه ينشد أن تصل الأغنية العربية للعالمية كما وصل عمر الشريف بالفن المصري، ويرى حليم أن أهم سمة للأغنية التلفزيونية هي قصة الأغنية التي تساعد المخرج على تقديمها بشكل مرئي، كما أدرك أهمية الصورة الفوتوغرافية في توثيق مشواره الفني، واتفق مع مصوره الخاص الراحل فاروق إبراهيم على التقاط ما يزيد على مليون صورة في جميع المناسبات والحفلات الغنائية وأيضاً سفرياته.
كان من المقرر أن يغني عبد الحليم حافظ أغنية «مداح القمر» عام 1971، وذلك بعد أغنية «زي الهوا» وبالفعل أتم محمد حمزة كلماتها وقام بليغ حمدي بوضع لحن بديع، لكن عبد الحليم تعرض لنزيف حاد الأمر الذي دفعه للسفر إلى لندن للعلاج.
عند عودة حليم كان محمد حمزة قد أنهى مطلع أغنية «موعود» فقرر العندليب غناءها، والتي مثّلت بعد ذلك نقلة نوعية في الأغنية الكلاسيكية الطويلة، وقام بغنائها عبد الحليم في حفل شم النسيم لأول مرة عام 1971، وتفانى حليم في أداء الأغنية على المسرح حتى إنه في إحدى الحفلات وقع مغشياً عليه من كثرة الإعادة خصوصاً في كوبليه «شوف بقينا فين يا قلبي وهي راحت فين».
أما سميرة توفيق فتعتبر أول من ساهم في انتشار الأغنية الخليجية في الوطن العربي، كما أنها استطاعت أن تشكل حالة فنية خاصة لم تتكرر إلى يومنا هذا، وتركت بصمة في الذاكرة الفنية بفضل مجموعة من أعمالها المميزة سواء كانت غنائية أو سينمائية أو تلفزيونية، وتعد أغنية «بنات الخليج» الذي قام بتلحينها الفنان العماني ناصر عبد الرب اليافعي واحدة من أشهر الأغنيات في فترة السبعينيات فى الخليج والدول العربية، وحظيت سميرة بألقاب كثيرة أطلقها عليها جمهورها الخليجي مثل «مطربة البادية» و«حسناء البادية» و«واحة الصحراء»، ومن أشهر أغانيها الخليجية «حبيبي ضمني ضمة» التي كانت من كلمات الشاعر السفير محمد الفهد العيسى ولحنها الفنان السعودي الراحل طلال مداح، وأغنية «أشقر وشعره ذهب» والتي غنتها من مقام الراست الذي يشيع في الغناء الشعبي في شبه الجزيرة العربية لما يوحيه من إحساس بالطرب الأصيل.
اشتهرت سميرة توفيق بأناقتها الشديدة في الستينيات وتعاملها مع أشهر مُصممي الأزياء مثل شفيق خوري وبعده المصمم العالمي وليم خوري الذي صمم لها نحو 1500 رداء، أشهرها تلك التي ارتدتها في مهرجان السينما العالمي في بيروت والذي حضره حشد من نجوم الفن من العالَمين العربي والغربي، وكان عبارة عن ثوب أسود طويل تزينه ليرات ذهبية أثارت الضجة حولها، وقبيل مغادرتها اتصل قائد الشرطة السياحية بالمصمم وليم خوري عارضاً عليه موكب حماية خاصة لسميرة توفيق خوفاً من أن يخطفها أحدهم ويسطو على الليرات الذهبية المطرزة على ثوبها.

كواليس
- أشاد الفنان والملحن مروان خوري بأداء متسابقي «الزمن الجميل» ووصفه بالمحترف، خصوصاً أنهم يؤدون أغنيات صعبة، تغنى بها في السابق نخبة من عمالقة الزمن الطربي الأصيل، معبراً عن سعادته في الحلقة السابعة من العروض المباشرة، عن أداء بعض المتسابقين للأغنية الشعبية، التي يعتبرها من الأغنيات التي تعيش، وفي الوقت نفسه يصعب تأديتها.

- وقع بعض المتسابقين في حلقة أمس الأول في «فخ العندليب»، خصوصاً المتسابق علي المديدي الذي أدى أغنية «كامل الأوصاف» لعبد الحليم، ورغم أدائه الجيد، إلا أنه وقع في فخ لحن الأغنية المغري للاستعراض الصوتي، حيث اعتبرت لجنة التحكيم أن عبد الحليم حافظ يتمتع بذكاء في استخدام قدرات صوته، مع الألحان الصعبة والمغرية، حيث يقدمها بطريقة السهل الممتع، لكنها في الأساس صعبة جداً، ما جعل بعض المتسابقين يركزون على استعراض أصواتهم في الأغاني ما جعلهم يقعون في الفخ.

- مع بداية الحلقة السابعة من العروض المباشرة، تفاعل متابعو «الزمن الجميل» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بشكل كبير، كما دعموا المتسابقين بإطلاق «هاشتاق» يحمل اسمهم، مثل هاشتاق «#ادعم_صابرين و_محمد شطا».

- شبهت الفنانة أنغام المتسابق محمد شطا بالزعيم عادل إمام في فيلمه «الحريف» الذي أدى فيه دور لاعب كرة قدم، واصفة إياه أيضاً بالحريف لكن في الغناء، خصوصاً أنه يستطيع تطويع صوته في أداء نوعيات مختلفة من الأغنيات والألحان، لدرجة أنه لم يقع في فخ العندليب عندما غنى «سواح».

- حصد وسم برنامج «#الزمن_الجميل» ترند على «تويتر» أمس الأول، من المتابعات وردود الأفعال، الأمر نفسه حدث بالهاشتاق الخاص بالفنان خالد عبد الرحمن، «#خالد_عبد_الرحمن_في_الزمن الجميل_في أبوظبي»، وحرص خالد بكل تواضع خلف الكواليس على زيارة متسابقي «الزمن الجميل» في الغرفة المخصصة لهم، والتقط معهم الصور الفوتوغرافية التذكارية، مشيداً بأصواتهم جميعاً وأدائهم الغنائي المميز.